الخميس، 7 نوفمبر 2019

عندما يعزف الرصاص

عندما يعزف الرصاص




نسـبى و نطرد يا أبي و نبادفإلى متى يتطاول الأوغاد
وإلى متى تدمي الجراح قلوبناوإلى متى تتقرح الأكباد
نـصحـوا على عزف الرصاص كأننازرع وغارات العدو حصاد
ونبيت يجلدنـا الشتاء بسوطهجلدا فما يغشي العيون رقاد
يتسامر الأعداء في أوطانناونصيبنا التشريد والإبعاد
وتفرخ الأمراض في أجسادناأواه مما تحمل الأجساد
كم من مريض مل منه فراشهما زاره آسٍ ولا عوّاد
نشرى كأنا في المحافل سلعةونباع كي يتمتع الأسياد
في نهر (جيحون) الحزين مراكبغرقت ودنس صفوه الإلحاد
وعلى ضفاف النهر جثة زورقيبكي على أشلائها الصياد
وأمامه دار على جدرانهاصور يجدد رسمها ويعاد
صور تلونها دماء أحبةغرسوا أصول المكرمات وشادوا
رحلوا وللقرآن في أعماقهمألق أضاء نفوسهم فانقادوا
أنى اتجهنا يا أبي ظهرت لناإحن يحرك جمرها الحساد
أو ما ترى من فوق كل ثنيةصنما يزيد غروره العباد
نصحوا على أصوات ألف مبشرعزفوا لنا أوهامهم فأجادوا
جاءوا وسيف الجوع يخلع غمدهفشدوا بألحان الغذاء وجادوا
أما دعاة المسلمين فهمهمأن تكثر الأموال والأولاد
هم في الخوالف حين ينطق مدفعوإذا تحدث درهم رواد
أرأيت أظلم يا أبي من صاحبتختال في أعماقه الأحقاد
يسعى ليبني بالخداع حياتهأرأيت صرحا في الهواء يشاد
أين الأحبة يا أبي أو ما درواأنـَّا إلى ساح الفناء نقاد ؟
أو ما دروا كم دمية في أرضناتعلو وكم يزري بنا استعباد؟
أو ما لنا في المسلمين أحبةفيهم من العوز المميت سداد؟
ما بال إخواننا استكانوا يا أبيلا شامنا انتفضت ولا بغداد؟
قالوا الحياد وتلك أكبر كذبةفحيادهم ألا يكون حياد
هذي بساتين الجنان تزينتللخاطبين فأين من يرتاد؟
يا ويحنا ماذا أصاب رجالناأو مالنا سعد ولا مقداد؟
نامت ليالي الغافلين وليلناأرق يذيب قلوبنا وسهاد
سلت سيوف المعتديـن وعربدتوسيوفنا ضاقت بها الأغماد
هذا هو الأقصى يلوك جراحهوالمسلمون جموعهم آحاد
دمع اليتامى فـيه شاهد ذلةوسواد أعينهن فيه حداد
أواه يا أبتي على أمجادنايخـتال فوق رفاتها الجلاد
خمسون عاما أتخمت سنواتهاذلا فكل زمانها إخلاد
ها نحن يا أبتي يسير وراءناليل له فوق السواد سواد
ها نحن يا أبتي نبيت هنا ولاطـنب لخيمتنا ولا أوتاد
أهو القنوط يهد ركن عزيمتيوبه ظلام مخاوفي يزداد
أهو القنوط فأين إيماني بمنخلق الوجود وما له أنداد
يا أمة ما زال يكتب نثرهاطه ويروي شعرها حماد
ويرتب الحلاج دفتر فكرهاويقيم مأتم عرسها حداد(1)
ترعى حماها كل سائبة وفيتمزيقها تتجمع الأضداد
تصغي لأغنية الهوى فنهارهانوم ثقيل والمساء سفاد
أجدادنا كتبوا مآثر عزهافمحا مآثر عزها الأحفاد
يا ليل أمتنا الطويل متى نرىفجرا تغرد فوقه الأمجاد
ومتى نرى بوابة مفتوحةللحق تقصـر عندها الآماد
أنا يا أبي طفل و لكن همتيفجر به يحلو لي استشهاد
لا تخش يا أبتي علي فربماقامت على عزم الصغير بلاد
ولربما مات القوي بسيفهوقضى على مال الغني كساد
في سيف عنترة الفوارس قوةما كان يعرف سرها شداد
قل لي بربك يا أبي هل ننزويخوفا فليس للعدو قياد
دعنا نسافر في دروب آبائناولنا من الهمم العظيمة زاد
ميعادنا النصرالمبين فإن يكنموت فعند إلهناالميعاد
دعنا نمت حتى ننال شهادةفالموت فـي درب الهدى ميلاد

0 تعليقات على " "