العولمة
العولمة: هي تصاعد قوي و هيمنه النظام الغربي وخاصه الامريكي علي النظم و المنظومات غير الغربيه و خصائصها و مكوناتها و هوياتها و فضاءاتها ، منتهزه فرصه تعاظم قوه القوه الغربيه بعد زوال التناقض الاجتماعي الذي مزقها علي امتداد سبعه عقود من القرن العشرين تناقض الليبراليه الرأسماليه مع الشموليه الشيوعيه ومستفيده من الثوره العظمي من وسائل الاتصالات تلك التي تضغط بقوه علي الحدود القوميه و الحمايات الاقتصاديه و خطوط التمايز القيمي و الثقافي و محاوله ازالتها و تصاعد قوي هذا الضغط الغربي و تجاوزه للمرحله التي عشناها في ظل الاستعمار التقليدي مرحله (الترغيب و الترهيب) الي مرحله الاجتياح
إنها اجتياح في ميادين الاقتصاد (
صناعه-زراعه-تجاره) واجتياح في ميدان العسكريه ينتقل باله الحرب الاطلسيه من نطاق
الدفاع عن اراضي هذا الحلف الي افاق الدفاع عن (مصالحه) اي الي كل العالم كما تقرر
قي مؤتمره بالذكري الخمسينيه لتأسيسه في ابريل عام 1999م
الاسلام اكد علي عالميه العالم في اطار
التنوع و الاختلاف والتمايز اما العولمه التي تسعي الي صب العالم في قالب واحد
والعمل علي الغاء تنوعه القيمي والحضاري هو معاند لسنن الله في خلقه ﴿ لكل جعلنا شرعه ومنهاجا ﴾ ( المائده:48 )
﴿ ولو شاء ربك لجعل الناس امه واحده ﴾ (هود: 118)
فالواحديه و الاحديه فقط للذات الالهيه وعدا عن ذلك يقوم علي التنوع و الاختلاف و التمايز والسعي الي صب العالم في قالب واحد معانده لسنن التنوع و عدم مراعاه تنوع الثقافات و الفلسفات و القيم و الملل و المعتقدات
من اين بدأت العولمه ؟
بدأت مع النهضه الاوربيه
او ما يعرف بعصر الانقلاب الصناعي ، حيث بدأ يتم الاعتماد علي الماكينه وإحلالها
مكان الانسان تدريجيا وتوفر الانتاج واصبحوا بحاجه الي اسواق لتصريف المنجات
الفائضه و ايضا الحاجه الي موارد و خامات توجد خارج الغرب بعد استنفاذ مواردهم او
قل اوشكت علي النفاذ فظهرت فكره الاستعمار الاوربي وسياده العرق الابيض علي باقي
الاجناس ولكن واجهتمهم مشكله الشعوب التي يحتلونها لا تنصاع لنهبهم ثرواتهم
وينظرون اليهم علي انهم غزاه اجانب وهذه الشعوب كثيره العدد و بعيده جغرافيا عن
بلادهم الاصليه اضف انهم لا يريدون جر هذه الشعوب المستكينه الي العمل المسلح و
الذي يعني انتهاء سطوتهم وكان النموذج الاندلسي حاضرا في الاذهان وهو لمن لا يعرف
هو نموذج احلالي توسعي حيث ابيد شعب الاندلس وانتهي امره ابان حقبه الكشوف
الجغرافيه لكن اباده الشعوب احلال اناس مكانها غير ممكن عمليا فكان لابد من اخراج
هذه الشعوب من هويتهم الاصليه الي هويه ليست كهويتهم وانما تابعه لهم كما حدث
بالجزائر تغيير اللغه من العربيه الي الفرنسيه الا ان الجزائريين يتعاملون كمواطن
من الدرجه الثالثه ورغم كل محاولات طمس الهويه إلا إنهم وجدوا عائق تمسك الشعوب
بدينهم وإن كان ضعيفاً ولكنهُ موجود وقابل للاشتعال لذا نأوا بقواتهم العسكريه
مؤقتا و احلوا مكانها عملاء من تلك الشعوب و يتكلمون بلغة تلك الشعوب ، إلا أنهم
لا يعملون لصالح الشعوب الي ان يصل بالشعب ان يقول في الاحتلال كنا افضل حالا من
الان و هم اصلا لم يتحرروا !
وفي ظل اختلال ميزان القوي لصالح الغرب دائما
تأتي العولمه من الغرب الي الشرق و من الشمال الي الجنوب ويعتقد الشباب ان ما يأتي
من الغرب هو النور و الخلاص ومنتهي الاحلام اما الشرق و خاصه الاسلامي منه هو
الضعف و التخاذل و الانهيار تحت اقدام الاستعمار
وعن طريق اعلامهم الخبيث وعملائهم بالداخل
اوصلوا لنا تلك الافكار المسمومه و غيرها ، بل تمادوا وجعلوا سبب تخلف المسلمين
اليوم ليس احتلالهم لارضينا ونهب ثرواتنا وابعدنا عن ديننا بل سبب التخلف هو الدين
ذاته سبحان الله و اين تطبيق هذا الدين وما بلغنا معشاره الدين مغيب كحضاره و كفكر
و ومنظومه اخلاقيه وقيميه منذو امد بعيد ظل يخفت تدريجيا الي ان استيقظت الامه وهي
منهوبه ومغصوبه و مسلوبه الاراده وهناك خطط استباقيه لمن يحاول ان يقوم الطريق او
يعدل المسار الي ان يصل الي الاحباط
وهذه الممارسات و غيرها تجبرنا علي الاتساق
مع العولمه التي بدأت عندما عمل الغرب قطيعه معرفيه مع مورثه
الديني(الله-اللاهوت-الكنيسه) والاستبدال بالالهه الوضعيه(العقل-العلم-الفسلفه)
فنحن امام حضاره جعلت الانسان مكتفيا بنفسه و بعيدا عن الله و العالم غير محتاج
للتدبير الالهي و نزعت القداسه عن العالم و الارض مقطعوعه الصله بالسماء ومقرره ان
الانسان سيد الكون وليس الخليفه لسيد الكون وهنا هم يقصدون الانسان الغربي و ليس
مطلق كلمه انسان بدليل انهم يتعاملون معنا كأننا حق مستباح و ليس من باب المساوه
0 تعليقات على " "